مرحبا بكم في حلقة جديدة من تعلم العربية براحتك. إذا هاي أول مرة بتستمعوا للبودكاست، فهو موجّه للي عم بتعلموا اللغة العربية العامية حتى يقدروا يفهموا العربية المحكية ويحسنوا مهارة المحادثة بالمستوى المتوسط. عنوان حلقتنا لليوم هو لما يكون عقلك عدوّك.

 

قبل من أبلّش، خلّينا نطلّع على جزأين مختلفين من عقلنا. العقل الواعي والعقل الباطن. العقل الواعي بنقدر نعرفه بأنه هو الجزء من دماغنا المسؤول عن التفكير المنطقي والانتباه.

 

مثلاً، إذا طلبت من حدا يجمع لك واحد زائد واحد، العقل الواعي هو اللي رح يقوم بالعملية الحسابية ويعطيك الجواب. العقل الواعي هو كمان اللي بيقوم بالأعمال اليومية الإرادية، وبتواصل مع العالم الخارجي ومع الذات. نيجي لتعريف العقل الباطن.

 

العقل الباطن هو الجزء من دماغنا المسؤول عن الأفعال اللاإرادية والمعلومات اللي بتوصلنا بحياتنا اليومية. مثلاً، عملية التنفس المستمرة اللاإرادية، الدورة الدموية، ودقات القلب، كلها بتحكم فيها العقل الباطن. وكمان المشاعر اللي بنحس فيها بتحكم فيها عقلنا الباطن.

 

عشان هيك ممكن نحس بمشاعر سلبية مثل الحزن، الخوف، والتوتر كاستجابة لظروف محددة. وأحدث الأبحاث أثبتت بأنه العقل الواعي بيعتمد لدرجة كبيرة على العقل الباطن. العقل الباطن كمان هو المكان اللي بيتخزن فيه معتقداتنا، مواقفنا بالحياة، وذكرياتنا.

 

ولهذا السبب، لما نحاول نشجع شخص مثلاً ما عندوش ثقة عالية بنفسه، أو مثلاً شخص عم بيعاني من الاكتئاب، ما رح يكون فيه تأثير مباشر بتغيير معتقدات هذا الشخص عن نفسه. إذا بدنا نوصّل رسائل إيجابية على المستوى الواعي، العقل الباطن رح يفلترها. وعشان هيك الطريقة المثلى إنه نغير معتقدات الشخص هي بإنه نقنع العقل الواعي بطريقة منطقية حتى إنه هذا المنطق يتخزن بالعقل الباطن كحقيقة.

 

فإذاً إيش الفرق بين العقل الواعي والعقل الباطن؟ العقل الواعي بتحكم بكل العمليات المنطقية والفكرية، بينما العقل الباطن بتحكم إجمالاً بالوظائف الجسدية. بعض الأمثلة على الوظائف اللي بتحكم فيها العقل الواعي: اتخاذ القرارات، التخطيط، التواصل من خلال اللغة، ومهارات التنظيم. بينما بعض الأمثلة على الوظائف اللي مسؤول عنها العقل الباطن: التنفس، الهضم، الذكريات، المشاعر والمعتقدات، والحدس.

 

رح أعطيكم مثال كيف بيشتغل العقل الباطن. يعني مثلاً شخص بده يروح على بيته وهذا الشخص عم بيحكي تليفون، ما رح يضطر يركز كتير لوين رايح. لأنه الاتجاهات لكل الأماكن اللي هو بيعرفها منيح بتكون مخزنة كويس بالعقل الباطن.

 

ولما يحتاج هاي المعلومات بستحضرها بسهولة وبيوصلها للمستوى الواعي لما يحتاجها. العقل الواعي بتغير بسهولة بينما العقل الباطن كتير أعند. العقل الواعي بيفوت فيه أفكار وبتطلع، بتفوت وبتطلع، وبتتغير باستمرار.

 

بينما العقل الباطن بيأخذ وقت أكتر حتى يقتنع بأي تغيير انت عم بتحاول تعمله. لدرجة أنه ما عنده استعداد يتغير حتى اتظل تعيدها على المدى البعيد أو للأبد. تخيلوا عالم بيكون فيه العقل الباطن بتغير بسرعة مثل العقل الواعي.

 

هذا معناته أنه كل يوم حتضطروا تتعلموا كيف تمشوا. طيب، عرفنا شو الفرق بين العقل الباطن والعقل الواعي. خلينا هلأ نرجع لعنوان حلقتنا لليوم: لما يكون عقلك عدوك.

 

ذكرنا قبل شوي بأنه العقل الباطن عنيد. وهذا بيعني بأنه أنماط تفكيرنا مهمة جدا وممكن تأثر على حياتنا بطريقة كبيرة. يعني لما نبلش نسرح، العقل الباطن بسيطر علينا. وبهاللحظة لازم نتأكد بأنه ما نسمح للأفكار السلبية إنها تفوت علينا. لازم نحتفظ بطريقة تفكير إيجابية.

 

مثلا إذا أنتوا عندكم- presentation -عندكم عرض- الأسبوع الجاي وسمحتوا لطريقة التفكير التالية إنها تسيطر عليكم: أنا سيئة بالعروض وإذا نسيت إشي مهم شو بده يصير؟ أكيد ما رح أزبّط لأنه أنا ما بعرف أحكي قدام جمهور. أكيد بالنهاية رح تصفّوا متوترين كتير يوم العرض وعلى الأغلب يعني أوكي النتيجة ما رح تكون سيئة كتير بس رح تحسوا بالنهاية إنه كان ممكن يكون أداءكم كتير أفضل.

 

ومن ناحية تانية لو فكرتوا بطريقة إيجابية يعني مثلا حكيتوا لنفسكم أنا بس علي أحضّر كويس، بكتب أكم بطاقة بحط عليها النقاط الرئيسية بتدربلي أكم مرة على العرض وأكيد رح تمشي الأمور كويس. معناته يوم العرض رح تكونوا واثقين وأكيد رح يكون أداءكم ممتاز. هذا المثال اللي حكينا عنه ممكن يكون لمرة واحدة، ليوم واحد.

 

طيب إذا كانت كل طريقة تفكيركم سلبية، مثلاً بتحكوا دايماً أنا فيش حدا بيحبني، أنا بحس إني شخص مش محبوب تخيلوا بأنكم كل أكم يوم عم تحكوا أو بتجيبوا سيرة هاي الأفكار السلبية لمدة سنة أو أطول حتى- شو عملتوا أنتو بهالحالة؟ برمجتوا العقل الباطن إنه يصدق كل هاي الأفكار. والمشكلة هون إنه مش بس هي بتصير عادة إنه نفكر بطريقة سلبية، كمان هي بتصير عادة كتير صعب إنه نكسرها. ليش؟

لأنه إعادة برمجة العقل الباطن هي عبارة عن عملية طويلة جداً لأنه مثل ما حكينا العقل الواعي والعقل الباطن هم جزئين منفصلين من الدماغ. طيب هل هذا معناته إنه إذا كان عندنا أفكار سلبية عن أنفسنا لسنين طويلة، إنه ما عندنا أمل، ما فيش أمل إلنا أبداً؟

لا طبعاً، هذا معناته بس إنه كل ما كان الكم صورة سلبية عن أنفسكم لفترة أطول، كلما رح تطولوا أكتر بإنكم تعيدوا برمجة طريقة تفكيركم. طيب خلينا نشوف إيش في إشي بنقدر نعمله حتى نعيد برمجة أفكارنا السلبية.

 الخطوة الأولى إنكم تدركوا شو اللي عم بتعملوه غلط لأنه في كتير منا ما بكونوا مدركين إنه منسمح لأنفسنا نفكر بتفكير سلبي ويسيطر على العقل الباطن تبعنا. لازم يكون عندنا وعي لهذا الموضوع.

 القسم الثاني إلو دخل بإنه نبلش بداية جديدة، نمنع فيها الأفكار السلبية أول ما نحس بإنها بلشت تسيطر على تفكيرنا، ونستبدلها بأفكار إيجابية.

 الجزء الثالث إلو دخل بالتكرار، لازم نضلنا نكرر الأفكار الإيجابية لأيام، لأسابيع وأحياناً لأشهر، لأنه الوعي الجديد أو الفهم لهذا الموضوع ما رح يغير البرمجة إللي بالعقل الباطن بشكل تلقائي، رح تضطروا تعيدوا هذا التصرف أكتر من مرة كنوع من أنواع التمرين لحد ما تزبط معاكم.

 مثل ما شفنا العقل الباطن مش شرط إنه يكون عدونا، ممكن يكون صديقنا اللي بوشوش بداننا وبحكيلنا أنتوا قدرتوا تجتازوا هاي المرحلة قبل هيك، ونجحتوا. العقل الباطن هو اللي بيجي بحكيلنا إنه إحنا منقدر ننجح لما نواجه موقف صعب جديد، أو تحدي جديد بحياتنا أثناء حياتنا. العقل الباطن بيكون عم بيجمع ذكريات عن أوقات إنجحنا فيها بالماضي، بيخزنها لقدام، للمستقبل، فحتى لما تواجهوا موقف صعب ما واجهتوه من قبل، العقل الباطن رح يضل يدفعكوا للأمام ويشجعكوا لأنه بيكون متذكر أوقات بالسابق أنتوا قدرتوا فيها تجتازوا عائق معين.

 

 وهيك بنكون وصلنا نهاية حلقتنا لليوم، بتمنى إنكم تكونوا استمتعتوا بالاستماع، وياريت لو تقدروا تكونوا معي في الحلقات الجاية. إذا حبيتوا هاي الحلقة لا تنسوا تحطولي لايك وتشتركوا بهذا البودكاست. شكراً كثير إلكم، باي باي

 

(Transcribed by TurboScribe.ai)